العمارة الطفيلية
العمارة الطفيلية (Parasitic Architecture) هي اتجاه معماري حديث يركز على بناء هياكل جديدة تلتصق أو تتكامل مع مبانٍ أو بنى تحتية قائمة بالفعل. ويُطلق عليها هذا الاسم لأنها "تتغذى" على الهيكل الأصلي، مستفيدة منه في الدعم الهيكلي، والوصول إلى الخدمات، أو الاستفادة من المساحات غير المستغلة.
الخصائص والهدف
تُعد العمارة الطفيلية استجابة للتحديات الحضرية المعاصرة مثل الكثافة السكانية ونقص الأراضي الصالحة للبناء. الهدف الأساسي لهذا النهج هو:
الاستدامة: تقليل الحاجة إلى استهلاك أراضٍ جديدة والمساهمة في إعادة تدوير واستغلال المباني القائمة.
الكفاءة: الاستفادة من المساحات المهملة مثل أسطح المباني، الفجوات بين المباني، أو تحت الجسور.
المرونة: إمكانية إنشاء مساحات سكنية أو ثقافية أو تجارية جديدة بتكلفة أقل ووقت أسرع.
يُظهر هذا الاتجاه قدرة العمارة على التكيف مع البيئات الحضرية المعقدة، ويشجع على التفكير الإبداعي في حل مشكلات الإسكان والتوسع العمراني [1].
أمثلة
البيت الطفيلي في طوكيو: مثال على استغلال الفجوات الضيقة بين المباني لإنشاء مساحة سكنية صغيرة وظيفية.
البيت على السطح في أوتريخت: مشروع تم فيه بناء منزل كامل فوق سطح مبنى تاريخي، مما أضاف مساحة سكنية دون التأثير على طبيعة الشارع .
منزل كيريت (Keret House) في وارسو، بولندا: يُعرف هذا المنزل بأنه أضيق منزل في العالم، وقد بُني في فجوة لا تتجاوز عرضها 92 سم بين مبنيين. يعتمد على المبنيين المجاورين في هيكله، ويحصل على الكهرباء من أحدهما، مما يجعله مثالًا كلاسيكيًا على العمارة الطفيلية في أضيق صورها.
المكتب الطفيلي (Parasite Office) في موسكو، روسيا: صممته شركة "زا بور" (Za Bor Architects)، وهو عبارة عن هيكل مكتبي متعدد الطوابق يقع في الفراغ بين مبنيين قائمين. يشبه هذا المشروع "النمو العضوي" الذي يربط بين المبنيين، ويستغل مساحة كانت مهملة تمامًا، محولًا إياها إلى بيئة عمل مبتكرة.
الاستوديو المخفي (Hidden Studio) في فالنسيا، إسبانيا: قام المصمم فيرناندو أبيلاناس بإنشاء استوديو عمل صغير وسري تحت جسر في مدينة فالنسيا. يستخدم هذا الهيكل الكمرات الخرسانية للجسد كجزء من جدرانه وسقفه، مما يجعله مثالًا على العمارة الطفيلية التي تستفيد من البنية التحتية المهملة لتوفير مساحة وظيفية.
![]() |
مثال لعمارة طفيلية من تصميم المعماري ليبسكيند |
العمارة الطفيلية في التعليم
تُستخدم العمارة الطفيلية كمنهج تدريس مبتكر في كليات الهندسة المعمارية لتعزيز التفكير الإبداعي لدى الطلاب. من خلال ورش العمل، يتعلم الطلاب كيفية تصميم هياكل مستدامة وقابلة للتكيف، مما يؤهلهم لمواجهة تحديات العمران المعاصر [1].
المراجع
Fatma Kurum Varolgunes and Sedat Aras. "An Innovative and Sustainable Design Approach in Contemporary Architectural Education: Parasitic Architecture." Journal of Design Studio, 2025; 7 (1):255-277. https://dergipark.org.tr/en/pub/journalofdesignstudio/issue/92344/1705743
- * الاهمية المتزايدة لمواجهة مشكلات للمدن المكتظة وتحديات التوسع العمراني.
- * العمارة الطفيلية ليست مجرد ظاهرة عشوائية، بل هي مدرسة فكرية في الهندسة المعمارية تُركّز على الاستفادة من المساحات المهملة أو غير المستغلة في الهياكل القائمة. هذه الممارسة تُقدم حلولًا مبتكرة لمشكلات الإسكان، وتُظهر فهمًا عميقًا للاستدامة وإعادة التدوير العمراني. ذكر هذه النقاط يُثبت أن الموضوع له عمق أكاديمي وفكري.
- * المفهوم ليس اختراعًا، بل هو موثّق في العديد من المطبوعات والمواقع المتخصصة في الهندسة المعمارية والفن. يمكن العثور على دراسات وبحوث أكاديمية تتناول هذا النوع من العمارة، وهذا يُعزز من مصداقية الموضوع ويُثبت أنه يستوفي معايير قابلية التحقق في ويكيبيديا.
- * العمارة الطفيلية ليست مقتصرة على منطقة جغرافية معينة. هناك أمثلة عالمية لمشاريع ناجحة ومعروفة تُجسّد هذا المفهوم، مثل "الكبسولات المعمارية" في اليابان، أو المشاريع التي تُقام على أسطح المباني في مدن أوروبية. وجود هذه الأمثلة يُبيّن أن المفهوم له أهمية دولية وتأثير حقيقي.
- * المقالة لا تقتصر على الجانب التقني فقط. بل تمتد لتشمل أبعادًا اجتماعية وفنية وبيئية. فهي تُناقش كيف يمكن لهذا النوع من العمارة أن يُقلل من البصمة الكربونية، ويُوفر حلولًا للسكن المؤقت أو الطارئ، ويُعيد الحياة إلى مناطق مهملة في المدينة.
باختصار، المقالة تُقدم معلومات موثوقة عن مفهوم معماري مهم ومُعاصر، وتستوفي بذلك معايير الموسوعية في ويكيبيديا. ويمكن تطويرها وإضافة المزيد من المراجع والمصادر لتعزيز النقاط المذكورة اعلاه.
--~~~~
Comments
Post a Comment